الأحد 24/فبراير/2019 - 06:53 م
استأثرت التحديات التي تواجه الدول العربية والأوربية ولاسيما منها الاٍرهاب والهجرة وضرورة دعم التعاون العربي الأوروبي لمجابهتها فضلا عن تعزيز مسارات التسوية بالمناطق التي تشهد عدم استقرار، باهتمام رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في كلمة ألقاها، نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، خلال أشغال القمة العربية الأوربية الأولى، التي انطلقت مساء الاحد بشرم الشيخ المصرية، تحت عنوان " في استقرارنا ..نستثمر"
وبين رئيس الجمهورية أن هذه القمة المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية تعد نقلة نوعيّة في مسيرة التعاون العربي الأوروبي، وهي تكرس الإرادة السياسيّة التي تَحْدُو الطرفين لتعميقِ التّشاوُرِ حول أَنْجَعِ السُّبُل لمُواجهةِ هذه التحديات، والارتقاء بعلاقات التّعاون بين الفَضَاءَيْنِ في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة إلى مستويات أرفع من الشّراكة المتضامنة، واعتماد تشخيصٍ مُشتركٍ للتحدّيات، وتعميق الحوار الاستراتيجي حول المسائل الأمنيّة والسياسيّة، وتعزيز تكامُلِ أدوار الجانبين.
وأبرز الباجي قايد السبسي ما تمثله تَسْويَةُ القضيّة الفلسطينية العادلة، من أولويّة ملحّة ومدخلاً أساسيًّا لِخَفْضِ مَنْسُوبِ التوتّر وتحقيق الأمن والسّلم في المنطق ة في ظلّ الأوضاع السّائِدَةِ على المستويين الإقليمي والدولي، معبرا عن الأمل في أنْ تُساهم هذه القمّة، إلى جانب بقيّة آليات التّعاون القائمةِ في هذه التسوية.
وأشاد في هذا السياق بالمواقف الأوربيية في دَعْمِ ومساعدة الشعب الفلسطيني داعيا إلى مزيد التّنسيق مع الاتّحاد الأوروبي من أجل تغليب إرادة السّلام، وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات من أجل التوصّلِ إلى تحقيق سلامٍ عادلٍ وشاملٍ، يُمكّن الشّعب الفلسطيني من استِرْداد حُقوقِه المشروعة وإقامة دولتِهِ المستقلّة على أرْضِهِ وعاصمتها القدس الشرقيّة، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات عملية السّلام ومبادرة السّلام العربية ومبدأ حلّ الدّولتين.
وأكد رئيس الجمهورية أن حالةُ عدمِ الاستقرار التي تَشْهَدُهَا بعضُ مناطق الإقليم، ساهمت في تفاقُمِ آفة الإرهاب التي ترافقت مع استشراء نشاطات الجريمة المنظّمة والهجرة غير الشّرعية، والتي تعتبر كُلّها من أخطر التهديدات والتحدّيات التي تُواجهُ الأمن والاستقرار وعلاقات التّعاون في المنطقة والعالم.
وأضاف قائلا إن ذلك " يستوجب مزيد تضافر جهود الجميع من أجل وضع الاستراتيجيّات الـمُناسبة للتصدّي لها وَتَطْويقِ تداعياتِها، والقضاء على أسبابِها العميقة".
وبخصوص الأزمة بليبيا وسوريا واليمن، دعا الباجي قايد السبسي إلى إنهاء التوتر في هذه المناطق وتسريعِ مَسَارَاتِ التّسويةِ السياسيّة للأزمات القائمة فيها، وِفْقَ المرجعيّات الأمميّة والإقليمية الـمُتّفَقِ عليها، معتبرا ذلك " خُطْوَةً هامّة باتّجاه إعادة الاستقرار ووضعِ حدٍّ للمعاناة الإنسانيّة لشُعوبِ هذه البلدان، وتأسيس مناخٍ إقليميّ مُناسبٍ للارتقاء بعلاقات التّعاون والشّراكة العربيّة الأوروبية، وكذلك لمنع التنظيمات الإرهابية والإجرامية من استغلال حالة الاضطراب والانفلات لمواصلة نشاطاتها وتهديدِ بُلدانِنَا وشُعوبِنَا جميعًا".
وفي علاقة بظاهرة الهجرة غير الشرعية، شدد الرئيس على ضرورة مواصلة الحوار، في كَنَفِ المسؤوليّة المشتركة والثّقَةِ المتبادلة، حول أَنْجَعِ السُّبُلِ الكفيلةِ بالتصدّي إليها والحدّ منها، من خلال العملِ على وَضْعِ استراتيجيّة وِقائيّة تَشْتَرِكُ فيها بُلدانُ المصدَرِ والعُبُورِ والـمَقْصَدِ، ودفع علاقات التّعاون بين الفَضَاءَيْنِ العربي والأوروبي ودعم مجهود التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتكنولوجيّة في بلدان الضفّة الجنوبية للمتوسّط إلى جانب وضع الصِّيَغِ الـمُناسبة لتفعيل الهجرة المنظّمة.
وجدد رئيس الجمهورية عَـــــزْمَ تونس الرّاسخ على مواصلة الإسهام الفاعل في تعزيز هذا الحوار وتوطيد علاقات الشراكة بين الإقليمين العربي والأوروبي في جميع المجالات من أجل بناءِ فضاء مشتركٍ للتّعاونِ، مستقرٌّ سياسيا ومزدهر اقتصاديا، يسوده الأمن والسلام والتنوّع الثقافي والتواصل الإنساني.
وعلى مستوى التّواصُل الثّقافي والتّعاوُن في مجالات التّنمية البشريّة والاجتماعيّة دعا الباجي قايد السبسي إلى مزيد دعم التّعاون بين المؤسّسات التربويّة والثقافيّة ومكوّنات المجتمع المدني في بُلدان، وإلى تبادلِ التّجارب والخبرات في مجالات الشّباب وَتَمْكِينِ المرأة، نظرا لما له من أهمية بالغة في ترسيخ علاقات التكامل والتضامن بين الشعوب بما يُسْهِمُ في تَحْصينِ المُجتمعات وتكريس قِيَمِ الانفتاح والتّسامُح والتّفاهُم بين شعوب الفَضَاءَيْنِ العربي والأوروبي.
by via تونس 365